الطاقة المتجددة هي نوع من أنواع الطاقة التي يتم إنتاجها من مصادر طبيعية مما يعني أنها طاقة لا تنفد مع الاستهلاك الكبير ودائمة التجدُّد وتختلف عن مصادر الطاقة غير المتجددة بأنها غير محدودة وصديقة للبيئة ولا تؤثر عليها بتاتاً أو أن تأثيرها بسيط ولا يُقارن مع تأثير الوقود الأحفوري.
وتتجدد بمعدل يفوق ما يتم استهلاكه مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحيوية والطاقة الكهرومائية بما في ذلك طاقة المد والجزر. وتعد هذه المصادر وفيرة وموجودة في كل مكان حولنا ويمكن للطاقة المتجددة أن تساعد في التخفيف من آثار التغير المناخي وخفض تكاليف الطاقة وتتميز بأنها مصدر للحصول على إمدادات منتظمة وتعتبر نقطة تحول في البلدان النامية للحصول عل الطاقة بشكل مستدام.
الطاقة المتجددة حالياً أقل تكلفة في معظم البلدان وهي تخلق وظائف أكثر بثلاث مرات من الوقود الأحفوري الذي عند حرقه لإنتاج الطاقة يسبب انبعاثات ضارة من الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون. حالياً يتم إنتاج الطّاقة المتجددة بواسطة محطات القوى الكهرومائية عن طريق السّدود العظيمة أينما وجدت الأماكن المناسبة لبنائها على الأنهار ومساقط المياه وتستخدم تقنيات توليد الطاقة التي تعتمد على الرياح والطّاقة الشمسيّة على نطاق واسع في البلدان المتقدّمة وبعض البلدان النّامية، ومؤخراً أصبحت وسائل إنتاج الكهرباء باستخدام مصادر الطّاقة المتجددة أمراً مألوفاً وشائعاً في كثير من الدول والمجتمعات.
يتم توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بواسطة محركات ميكانيكية حرارية أو محولات فولتوضوئية وتعرف هذه التقينات بنظم الطاقة الإيجابية وتُعرف الطاقة الشمسية بأنّها الطاقة التي يُمكن توليدها بعد امتصاصها من خلال الأشعة الواصلة من الشمس إلى الألواح الشمسيّة وتتنوّع استخداماتها حيث تدخل في الصناعات المختلفة من خلال حاجة المصانع إلى توليد الحرارة اللازمة للقيام بسلسلة مهامّها دون انبعاثات ضارّة ومن ذلك معالجة المعادن والمنتجات الكيميائية والمنتجات الغذائية وتحلية المياه وكذلك توليد الطاقة الكهربائية المباشرة للمنازل.
تعد طاقة الرياح ذات الكفاءة والموثوقية من أنماط الطاقة المتجددة التي تعتمد عليها دول كثيرة في السنوات الأخيرة سواء كانت برية أو بحرية وذلك لانخفاض التكاليف وزيادة تنافسية المصدر النظيف.
طاقة المد والجزر هي أحدث صور الطاقة المتجددة ويمكن من خلالها توليد الكهرباء بواسطة أجهزة تسمى محولات طاقة الأمواج تعمل على التقاط الكهرباء من الأمواج عندما تهب الرياح على سطح الماء ثم تحولها إلى كهرباء، وتُثَبَّت هذه الأجهزة غالباً تحت سطح الماء أو في قاع المحيطات. لذلك تمثّل مصادر الطاقة المتجددة حجر الزاوية في التحول إلى واقع جديد يتميز بالاستدامة وانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لتخفيف حدّة تغير المناخ.
الطاقة المتجددة تقدم حلولاً متنوعة لتوفير احتياجات العالم من الطاقة المتجددة مع الابتعاد عن الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. الطاقة المتجددة تساعد في تقليل البصمة الكربونية عبر خفض انبعاثات ثاني الكربون، وهو ما يساعد دول العالم على تحقيق أهدافها المناخية.
وتُعرف البصمة الكربونية بأنها إجمالي الغازات المسببة للاحتباس الحراري، خاصة انبعاثات الكربون أو الميثان الناتجة عن الأنشطة الصناعية والخدمية والشخصية. لكن جميع مصادر الطاقة المتجددة تقريباً معرضة لتقلبات الطقس وتغير الظروف المناخية، فالأمطار الوفيرة والرياح البطيئة يمكن أن تقلل من إنتاج تلك الطاقة.
كما أن التغير المناخي المتوقع في بعض الأماكن قد يجعل من الصعب إنتاج الطاقة المتجددة في بعض الدول، وأيضاً قد لا تتوفر كثافة الطاقة الشمسية أو المياه والرياح في جميع المناطق مما يتطلب إنشاء المزيد من مرافق البنية التحتية لنقل الطاقة. ولإنتاج كمية كبيرة من الطاقة المتجددة يجب إقامة الكثير من الألواح الشمسية ومزارع الرياح، ولذلك هناك حاجة لمساحات شاسعة من الأرض لإنتاج كميات كبيرة من الطاقة المتجددة.
* باحث في الطاقة المتجددة